Thursday, June 7, 2012

5


كنت اركض لا ألوي على شئ ، غريبة تلك الحياة كنت منذ دقائق في قمة السعاده ، بل كنت في مكان اعلى من تلك القمة و لكن صوت أمي في الهاتف ذعرني ، و لعلمي بحالة أبي توقعت الأسوء. و أنا أركض كان جواد يركض خلفي ، و عندما بلغت سيارتي كنت اركض لا ألوي على شئ ، غريبة تلك الحياة كنت منذ دقائق في قمة السعاده ، بل كنت في مكان اعلى توقفت لأبحث عن المفاتيح فلحق بس جواد "لماذا ر تردين علي، مالذي حدث" قالها جواد بلهجة مذعورة ، فأجبته "أنه أبي ،   أبي في المستشفى و حالته خطيرة يجب أن اذهب" كنت اصعد السيارة و جواد يحاول ان يقنعني انني لا يجب ان اقود و انا في تلك الحالة ، عرض على ان يوصلني و عندما رفضت اخبرني انه سوف يكلم علياء لتوصلني و لكني اخبرته و انا ادير المحرك انه لا وقت لذلك ، و بدأت اتحرك بالسيارة في تلك اللحظة اكاد اقسم ان جواد كان قد اختفى من اما ناظري، لم القِ بالا لذلك كنت في عجلة من امري و إنطلقت بالسيارة.

لم أشعر بنفسي إلا و أنا على باب حجرة أبي في العناية المركزة و كل تلك الأجهزة موصلة به حتى إنني لم أر أمي التي كانت جالسة خارج الغرفة. كان أبي وحيداً بالغرفة ليس معه أحد لا الدكتور شريف ولا أحدى الممرضات فقط تلك الأجهزة البغيضة التي تبعث على القلب الكآبة و الخوف.

جاء الدكتور شريف و جلس بجانب أمي فأسرعت إليهم كنت أريد ان اقول كلاماً كثيرا ما الذي حدث لأبي ، و لماذا هو بالعناية المركزة و لماذا لا يوجد أحد معه بالداخل ، كل تلك الأسئلة توقفت في حلقي و كدت اختنق بها عندما رأيت عيني الدكتور شريف. قالت الدكتور شريف بعد برهه " هذة المرة ليست كالأخريات و لن نستطع التدخل جراحيا فقلبة لن يحتمل، انا آسف و لكن .." سكت الدكتور شريف لبضع لحظات و اكمل " كل الدلائل الطبية تشير الى شهر شهرين على الأكثر" انهمرت دموع امي و لكني لم أبكِ سألته "و لكنك طبيبة و تعلم حالته منذ زمن بعيد ألا يوجد أي شيئ اي شيئ نستطيع عمله" فقال "انا آسف حقا انت تعلمين ان الاستاذ محمود عزيز علي بل هو في منزلة أخي الأكبر و لكن تلك هي الحقيقة" و أنصرف الدتور شريف قبل أن تغلبة عواطفة و بقيت أنا و أمي لا أدرِ ما أقول أو أفعل حتى أنني لم أبكِ ، كنت في صدمة لطالما علمت ان هذا اليوم قادم لا محالة فسرطان الكبد لا يُبقي ولا يذر، ولكني كنت أطمر تلك المخاوف و أحاول ان أنساها و ألا افكر بها ، فأبي لطالما أشعرني بأنه قوي لا يقهر و لا يهزم حتى في الأونه الاخيرة عندما بدأ المرض من التمكن منه ، لم اشعر لحظة واحدة بأن هذا المرض سوف يقهره ؛ إنه محمود العشري كيف لمرض مهما كان ان يضعفه.

و بدأت ذكرياتي مع أبي تتدافع كل أحاديثنا و ضحكاتنا و مشداتنا و مناقشاتنا و فجأة توقفت عند الأمس عندما دخلت عليه الغرفة كما العادة و استيقذ عندما احس بي قال لي ان ادخل و البت لكي يكمل نومه و لكنه أخبرني أنه يريد ان يقول لي كل عام و أنا بخير فداعبته قائلة أنني لم أتم الخامسة و العشرين بعد قال لي ان لا احد يضمن عمره فأن يقولها لي الآن أفضل ، طبعت قبلة على رأسة و أخبرته انني عندما اعود من الوقع غدا سوف نشاهد معاً فيلمنا المفضل كما اعتدنا كل عاو و سوف أعد له حساؤة المفضل. أكنت تعلم يا أبي انك لن تستطيع قولها لي اليوم.
كانت أمي في حالة يُرثى لها فطلبت منها أن تعود الى المنزل و أنا سأبقى هنا و عندما أبت صممت بكل ما أوتيت من قوية بل إنني اقتدها الى الخارج و اوقفت لها سيارة اجرى لكي تعود الى المنزل.

 و انا عائدة الى المستشفى لمحت سيارة تشبة سيارة جواد بجانب سيارتي ، و عندما عدت الى طابق العناية المركزةوجدت جواد ينتظر فقلت له بدهشة "ما الذي جاء بك هنا و كيف عرفت  المستشفى" قال و هو ينظر الى الارض " انا آسف و لكني كنت قلق عليكِ فتبعتك بسيارتي أنت لم تري نفسك." سكت و جلست فجلس جواد بجانبي و قال "اذا كيف حال أبيكِ " قلتله "ماذا ترى أبي في العناية المركزة، قال الدكتور ان هذة المرة ليست ككل مرة و ان أبي يحتضر" سكت جواد مليا و لم يدر ما يقول هذا طبيعي في تلك المواقف أعطاني جواد منديل لم ادرِ حتى انني كنت أبكي و لكن دموعي كانت تسيل بلا توقفبرغمي. جلسنا لاأدرِ لكم من الوقت صامتين لعلها ساعتين و ثلاثة كان اليل قد بدأ الحلول و أذن المغرب ، أخبرني جواد أنه سيذهب للصلاة و قلت له انني ذاهبة كذلك ، طلبت منه أن يعود الى منزله و شكرته كثيرا و لكنه أبي و قال سوف نتحدث عندما أعود من الصلاة. لم أكن قاددرة على المناقشة و ذهبت للصلاة بعد ان ذهب جواد بفتره ، و عندما عدت و جدت جواد يتحدث مع الدكتور شريف و قال لي الدكتور شريف أنني لن أفيد أبي و انا هنا لا بد ان أ‘ود الى المنزل و أتي غداً صباحاً و إذا حدث شئ سوف يهاتفني لكني رفضت بشدة و قال الدكتور شريف انه لا فائدة من ذلك و انه لا توجد مؤشرات انه سيفيق في اي وقت قريب. جلست و حاول جواد ان يقنعني بعدم المبيت، و هاتفتني أمي كذلك و اخبرتني ان لمياء في الطريق و أنها فكرت في المبيت و لكن هشام زوجها قرر أن يبيت هو. قلت لجواد أن أختي ي الطريق و أنه لاداعي لأن يتعب نفسة فقال لي أنه غير تعب و أنه سوف يأتي في الغد ليطمأن على أبي و انصرف. عندما جائت لمياء عدت الى المنزل معها بعد ان وعدني هشام انه اذا طرأ أي شئ سوف يهاتفني.

و في المنزل كنت أحس أن كل شئ كئيب ، لم استطه النوم بالطبع و لكني غفوت بعد الفجر ساعة او ما شابه ، و استيقذت و كانت امي متيقذة اخبرتها انني ذاهبة و لتلحق بي و لمياء إن ارادتا، و ذهبت الى المستشفى و انا في الطريق هاتفني هشام و أخبرني أن أبي نقل من العناية المركزة الى غرفة عادية و انه سيفيق في غضون ساعات ، لم أدرِ أهذا الخبر مريح ام لا و لكني ارتحت على أية حال سوف استطيع التحدث مع أبي. عندما وصلت الى المستشفى كانت سيارة جواد لا تزال هناك ، استغربت كيف له ان يأتي قبلي و انا التى وصلت في ساعة مبكرة من الصباح.
دخلت على اية حال و قابلت هشام الذي أخبرني أن أبي استفاق هرولت الى الغرفة التي ذكرها لي هشام و اخبرته ان يعود الى المنزل ليستريح و لم انتظر رده. عندما دخلت على أبي انقبض قلبي ، فأنا لم أر أبي بهذة الهيئة من قبل لقد كان تعب حقا و لم يعد قادر على إخفاء هذا أكثر، دخلت و أحس بي أبي فابتسم لي ابتسامة مرهقة كدت أبكي منها عانقته و طبعت قبلة على جبينه قفال لي " صغيرتي الحبيبة التي اتمت الخامسة و العشرين، آسف لم استطع ان احتفل معكِ كما هي العادة و لكن ... " قاطعته قائلة " نعم لم تستطع و لكني عند وعدي سوف نشاعهد الفيلم و سوف اعد الحساء عندما تخرج من هنا و لن تستطيع ان تتهرب من هذا المره القادمة" قلتها بمرح كي أخفف على أبي و رأيته و هو يحاول الابتسام و لكنه لم يستطع. كان قلبي ينفطر لرؤية أبي هكذا و لكني جاهدت نفسي كي لا أبكي امامه. كنت احس أن أبي يريد ان يخبرني شيئاً و كنت انتظره و بعد بضع دقائق قال لي أبي " لقد استفقت ليلة أمس، تعلمين" قلت بدهشة ان هشام أخبرني انك نقلت في الصباح و أنك لم تفيق الا منذ ساعة، فرد أبي انه هو من أخبر هشام بهذا لكي استريح و قبل أن اثور عليه قال " لقد تحدثت مع جواد كذلك " صدمت للحظه و تدافعت الافكار الى عقلي ؛ الم يعود جواد الى منزله امس و لماذا تحدث مع ابي ، لم ادرِ ما اقول فأكمل أبي " صغيرتي انت تعلمين أنني احس بك أليس كذلك" أومأتُ برأسي فاكلم أبي "لم تخبريني ان جواد معك في المشروع لأنك ترددِ لم تدرِ ماذا ستقولين لي ولا ماذا ستخبريني به عنه ، و لكني اذكر عندما رأيناه في ملعب كرة السلة كيف كانت ردة فعلك ، و كيف كنت تنتظرينه في فرح مروة، جواد قال لي أنه يحبك على حد تعبيرة منذ الأزل، و لقد جائني كي أقراؤه لأنني لم تتسن لي قراءته من قبل و لكنني في يوم الملعب كنت قد عرفته جيداً احسست بروحة الطيبة و رأيته عندما رآكِ و علمت أنه يعرفك و انه عندما رآكِ اكتمل جزئا من روحه و كلنه لم يستطع التقدم بخطوته في تلك اللحظة" كان كلام أبي كأنه يأتيني من كل جانب لم أعد أدرِ ما اقول او افعل عندها فاجأني ابي بقولة "أنت تحبية اليس كذلك" لم أشعر بنفسي و أنا اهز رأسي ، فقال أبي "فلتتزوجوا اذا" قالهاا ابي بإرتياح نظرت إلية غير مستعبة تلك المحادثة قال لي " هو زوج نفسك و انت تعلمين ، و كنتم بإنتظار بعضكم البعض طوال العمر و لقد آن الأوان الآن يا صغيرتي فلتعقدوا القران"

انهمرت الدموع مني برغمي و أنا اقول لأبي "لا استطيع لن استطع ، أنت ، أنت..." قال أبي "نعم احتضر و لكني لن أموت قبل أن أرى صغيرتي تتزوج" إقترب مني و امسك وجهي بكلتا يديه و قال " لن تحرميني من الفرح بك ، إن الموت قادم لا محالة بمرض او بغير مرض و ليقضي الله امرا كان مفعولا، سوف احادث أمك في هذا الموضوع و سوف يكون عقد القران ملئ بالبهجة ، اشعر يا صغيرتي أن الله سيمهلني حتى أفرح بكِ و شعوري دائما في محلة أليس كذلك". امسكت يدي أبي و قبلتهما و قلت له من خلال دموعي "أحبك يا أبي ، أحبك كثيرا" قال لي "أحبك أكثر يا صغيرتي.

و انا امسح دموعي دق الباب و قال أبي "ادخل يا جواد" نظرت الى الباب و اذا بجواد يدلف منه و أبي يقول "لا داعي لفترة الخطوبة فأنتم تعرفون بعض من قبل الخليقة" فرد جواد نعم منذ عالم الذر يا عمي" فقال لي أبي "يناسبك عقد القران الشهر القادم يا صغيرتي ، في الاول من نوفمبر لكي يكون عيد زواجكما..." فأكلمت "في نفس تاريخ عيد زواجك و أمي يا أبي" أبتسم أبي و جواد كذلك و في تلك اللحظة كنت اشعر بالسعادة بحق ، الاول من نوفمبر ، لكم احبك يا أبي. 

.....يتبع

4 comments:

  1. Hello hello, I read it all as I promised :D And dude, really good job (Y) I'll be waiting for the new part. I really want to know what will happen. Good job again, its emotional and some parts are really sweet :)

    ASYA

    ReplyDelete
  2. awwwwwwww Deary thaaaanks Really :) i m updating soon and its getting to its end soon it was supposed to be like 4 parts but i dont know what happened LOL :D

    ReplyDelete
  3. I'm CRYING HERE!!!!! That's all I can say right now ..

    ReplyDelete
  4. awwww sorry :( and for the record i cried writing it and i was at a lecture then :D

    ReplyDelete